عليهم، استدعى بالنعمان بن جبلة التنوخي - وكان صاحب راية قومه في تنوخ (1) وبهراء (2) - وقال له: لقد هممت أن أولي قومك من هو خير منك مقدما، وأنصح منك دينا.
فقال له النعمان: إنا لو كنا ندعو قومنا إلى جيش مجموع لكان في كسع (3) الرجال بعض الأناة (4)، فكيف ونحن ندعوهم إلى سيوف قاطعة، وردينية (5) شاجرة، وقوم ذوي بصائر نافذة!! والله لقد نصحتك على نفسي، وآثرت ملكك على ديني، وتركت لهواك الرشد وأنا أعرفه، وحدت عن الحق وأنا أبصره، وما وفقت لرشد حين أقاتل على ملكك ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأول مؤمن به ومهاجر معه، ولو أعطيناه ما أعطيناك لكان أرأف بالرعية، وأجزل في العطية، ولكن قد بذلنا لك الأمر، ولابد من إتمامه كان غيا أو رشدا، وحاشا أن يكون رشدا، وسنقاتل عن تين الغوطة (6) وزيتونها؛ إذ حرمنا أثمار الجنة وأنهارها. وخرج إلى قومه، وصمد إلى الحرب (7).
راجع: وقعة الجمل / هوية رؤساء الناكثين / تأهب الناكثين للخروج على الإمام.