تغلب فاخلب. فخرج حديثه إلى عبيد الله، فلما قام خطيبا تكلم بحاجته، حتى إذا أتى إلى أمر علي أمسك ولم يقل شيئا، فقال له معاوية: ابن أخي، إنك بين عي أو خيانة! فبعث إليه: كرهت أن أقطع الشهادة على رجل لم يقتل عثمان، وعرفت أن الناس محتملوها عني فتركتها (1).
2363 - مروج الذهب - في تفصيل وقعة صفين -: كان عبيد الله بن عمر إذا خرج إلى القتال قام إليه نساؤه فشددن عليه سلاحه، ما خلا الشيبانية بنت هانئ بن قبيصة، فخرج في هذا اليوم، وأقبل على الشيبانية وقال لها: إني قد عبأت اليوم لقومك، وأيم الله، إني لأرجو أن أربط بكل طنب من أطناب فسطاطي سيدا منهم!
فقالت له: ما أبغض إلا أن تقاتلهم.
قال: ولم؟
قالت: لأنه لم يتوجه إليهم صنديد في جاهلية ولا إسلام وفي رأسه صعر إلا أبادوه، وأخاف أن يقتلوك، وكأني بك قتيلا وقد أتيتهم أسألهم أن يهبوا لي جيفتك. فرماها بقوس فشجها، وقال لها: ستعلمين بمن آتيك من زعماء قومك.
ثم توجه فحمل عليه حريث بن جابر الجعفي فطعنه فقتله، وقيل: إن الأشتر النخعي هو الذي قتله، وقيل: إن عليا ضربه ضربة فقطع ما عليه من الحديد حتى خالط سيفه حشوة جوفه.
وإن عليا قال حين هرب فطلبه ليقيد منه بالهرمزان: لئن فاتني في هذا اليوم يفوتني في غيره.