لما أعرف من مودتكم وحبكم لله عز وجل ولرسوله (صلى الله عليه وآله)، فمن جاءني ونصرني فقد أجاب الحق وقضى الذي عليه (1).
2149 - تاريخ الطبري عن محمد وطلحة: لما قدم علي الربذة أقام بها، وسرح منها إلى الكوفة محمد بن أبي بكر، ومحمد بن جعفر وكتب إليهم:
إني اخترتكم على الأمصار، وفزعت إليكم لما حدث؛ فكونوا لدين الله أعوانا وأنصارا، وأيدونا وانهضوا إلينا؛ فالإصلاح ما نريد؛ لتعود الأمة إخوانا، ومن أحب ذلك وآثره فقد أحب الحق وآثره، ومن أبغض ذلك فقد أبغض الحق وغمصه (2).
فمضى الرجلان وبقي علي بالربذة يتهيأ، وأرسل إلى المدينة، فلحقه ما أراد من دابة وسلاح، وأمر (3) أمره وقام في الناس فخطبهم وقال:
إن الله عز وجل أعزنا بالإسلام، ورفعنا به، وجعلنا به إخوانا بعد ذلة وقلة وتباغض وتباعد، فجرى الناس على ذلك ما شاء الله؛ الإسلام دينهم، والحق فيهم، والكتاب إمامهم، حتى أصيب هذا الرجل بأيدي هؤلاء القوم الذين نزغهم الشيطان لينزغ بين هذه الأمة، ألا إن هذه الأمة لابد مفترقة كما افترقت الأمم قبلهم، فنعوذ بالله من شر ما هو كائن.
ثم عاد ثانية فقال: إنه لابد مما هو كائن أن يكون، ألا وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة؛ شرها فرقة تنتحلني ولا تعمل بعملي، فقد أدركتم