عباس فكيف بغيره؟!
وهل نفع جعفر الصادق في أمته كنفع الجاحظ في محفله؟!
وهذه أنباؤهم في التاريخ كان المتفقهون أمثال الذين يزمر لهم هذا وغيره يخشونهم ولا يخشون الله..
فضلا عن أن الأئمة كانوا المرشدين الحقيقين للناس أما غيرهم فأغلبهم كان على الظن والشك وربما مجانبة الصواب.
عن تفسير العياشي {عن زرقان صاحب ابن أبي داود وصديقه بشدة قال:
رجع ابن أبي داود ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم فقلت له في ذلك فقال وددت اليوم إني قد مت منذ عشرين سنة.
قال: قلت له ولم ذاك؟! قال لما كان من هذا الأسود أبا جعفر محمد بن علي بن موسى اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم، قال: قلت وكيف كان ذلك؟! قال:
إن سارقا أقر على نفسه بالسرقة وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحد عليه فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه، وقد أحضر محمد بن علي فسألنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع؟ قال: فقلت من الكرسوع لقول الله في التيمم: (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) واتفق معي على ذلك قوم.
وقال آخرون، بل يجب القطع من المرفق قال وما الدليل على ذلك؟! قالوا لان الله لما قال (وأيديكم إلى المرافق) في الغسل دل على ذلك أن حد اليد هو المرفق.
قال فالتفت إلى محمد بن علي فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر؟
فقال: قد تكلم القوم فيه يا أمير المؤمنين. قال: دعني بما تكلموا به أي شئ عندك؟! قال: أعفني عن هذا يا أمير المؤمنين.
قال: أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه.