الدليل على وجوب الإمامة في الحكمة:
المقدمة الأولى: الانسان اجتماعي بالطبع.
المقدمة الثانية: كل انسان يريد أن تتقدم مصالحه وما ترجع به فائدته إليه لحب البقاء المرتكز في نفسه.
المقدمة الثالثة: نعلم يقينا بإن الله تعالى عندما أوجد الخلق أوجدهم لترجع المصلحة إليهم أنفسهم.
ولوجود المقدمة الثانية كان هناك الوازع والدافع الأساس في سحق مصالح الغير، بل سحقه سحقا.
فيحدث التزاحم والتعارض والتشاحن، وربما يؤدي ذلك إلى نهاية الخلق وهو خلاف المقتضى لانشائه.
فاقتضى ذلك وجود شرع ملزم لهم غير مكره لهم تكوينا، لمكان العقل فيهم، وإلا لأصبح الانسان كالبهائم والجمادات.
وبما أن الله منزه عن الجسمية، كان وجود فرد إنساني يبين ويوضح لهم ذلك لابد منه، ومن هنا عبر الإمام الصادق عليه السلام على ما جاء في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق (قدس). (إنا لما أثبتنا أن لنا خالقا.. وكان ذلك الصانع حكيما..
فثبت أن له سفراء في خلقه..) (1).
والانسان كما نعلم تارة يعلم الامر بواسطة عقله، وحتى هذا يحتاج في أغلب الأحيان إلى توضيح وبيان. وأخرى لا يعلم أصلا من الامر شيئا، إلا أن يعلمه الله به، فطريقه منحصر به دون سواه.
.