مصداقية الطريق الثالث: - البيعة ولما تقدم نرى أن البيعة لم تكن حاصلة إلا بالاكراه والاجبار أو المباغتة وعدم الروية، أو بعد ذلك حفاظا على بيضة الاسلام وكلمته فلا تكون تامة بأي حال من الأحوال.
والبيعة كما تقدم لا يمكن أن تكون لازمة إلا إذا كان لها رصيدها الإلهي وحجيتها، فأين حجية بيعة القوم؟!! من الكتاب أو السنة، أو العقل المؤيد بهما.
وكل ما جمعوه استحسانات وتقولات.
وبعد الرجوع لاحداث تلك الساعات والأيام والسنين والتي نقلنا جزا يسيرا منها، لاختفاء أغلبه، لأنه ضد السلطة، والتاريخ يكتبه المنتصر، ومع هذا ظهر هذا وغيره فنرى أن ما أسسوه وما سماه اللاحق بعد السابق يصح أن يخاطبوا بان هذه الأمور كلها ما هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان.
فالبيعة بما هي لا تكون حجة إلا إذا قامت على أسس شرعية صحيحة، وإلا لو تمت كما تمت لمروان بن الحكم بعد اتفاقه مع روح بن زنباع الذي كان معه أربعمائة رجل من حزام جعلهم يؤيدون ولده عبد العزيز بن مروان في تنصيبه لأبيه (1)، هل تكون صحيحة مسلمة (2)؟!!