المجتمعات والأفكار أن أي فرقة ومبدأ يمر بجز يسير مما مرت به هذه الفرقة من ضغوط وتشريد وقتل مقتضى ذلك أن تبيد وتنتهي فبقاؤها دليل على أن لله فيها شأنا وأن الحافظ لها هو دون أي أحد وإلا لانطمرت وأصبحت في خبر كان كما هو واضح وبين.
ويتم الكاتب المحترم كلامه في مرحلة أخرى فيقول {ولعل أعنف هذه الانتقادات هي ما ذكرها ابن تيمية مستنكرا بذلك وجه اللطف أو الفائدة للعباد من وجود إمام غائب إذ يقول: الامام الذي تصفونه مفقود غائب ومعدوم لا حقيقة له عند سواكم، ومثله لا يحصل به شئ من مقاصد الإمامة، بل الامام الذي يقوم وفيه جهل وظلم أنفع لمصالح الأمة ممن لا ينفعهم بوجه، فإن احتج بإن الرعية لم تملكه فهو ذنبهم، قيل إذا كان عاجزا مقهورا عن دفع الظلم عن نفسه فما الظن برعيته، وكيف يتم اللطف وهو عندكم خائف لم يمكنه الظهور خوفا من القتل.
ولا فرق بين أن يخلق الله إماما معصوما ولكنه غائب وبين ألا يخلقه فلا يكون ذلك واجبا عليه وحينئذ فلا يلزم وجوده، فالقول بوجوب وجوده، دون تمكينه باطل} (1). ويتم حديثه فيقول:
{ويرد الحلي على هذه الانتقادات. بقوله: لكي تكون الإمامة لطفا لابد أن تتم أمور:
خلق الامام وتمكينه بالقدرة والعلوم والنص عليه باسمه ونسبه..
وهذا واجب على الله وقد فعله، ثم تحمل الإمامة وقبولها وهذا يجب على الامام وقد فعله، ثم النصرة والذب عنه والامتثال لأوامره وقبول قوله وهذا يجب على الرعية، فعدم التمكين قصور من ناحية الأمة لا من ناحية الله تعالى ولا من .