مصداقية الاجماع في حكومة الخلفاء: - نقول مقدما أن الحكومة ثبتت في الدولة الاسلامية لكل من أبي بكر بن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب.
ولم يحظ واحد منهم بنصيب من الاجماع إلا الأخير.
بيان ذلك: - إن أريد بالاجماع كثرة الناس في ذلك الوقت، فهذا ليس بحجة جزما مع وجود المخالف.
وإن أريد بالاجماع، الاجماع الحاصل من أهل الحل والعقد كما هو المدعى فالمناقشة فيه ظاهرة وثابتة على المسلكين المعروفين، على المسلك الأول من المسلمين وهو الذي يقول بأنه لا حجة بالاجماع ما لم يحرز دخول المعصوم فيه، وهذا الاجماع خال من المعصوم فلا يكون حجة.
وعلى المسلك الثاني أيضا، وذلك لان قوة حجية الاجماع مأخوذة من اجتماع أهل الحل والعقد من أمة محمد صلى الله عليه وآله، وهذا - مع الأسف - لم يحصل لا للخليفة الأول لان اللبنة الأولى للخلافة أسست في سقيفة بني ساعدة ولم يكن حاضرا فيها إلا مجموعة من الأنصار ومجموعة أخرى من المهاجرين قد لا يتعدون أصابع اليد عددا (1)، أغلبهم لم يكن من أصحاب الحل والعقد، إن لم يكن كلهم.
وأما أهل الحل والعقد من المسلمين فكانوا مشغولين بالنبي الكريم صلى الله .