لماذا كانت الإمامة أصلا من أصول الدين؟!
الأصل: هو الأساس، وما يتبنى عليه غيره.
فعليه أصول الدين هي ما يبتني عليه الدين.
فإن {الحديث والفقه والتفسير مبنية على صدق الرسول، وصدق الرسول متوقف على ثبوت المرسل وصفاته وعدله وامتناع القبح عليه} (1) وهي كذلك مبنية كما سنرى على صدق الامام لكونه حافظا للشرع، ولكون اللطف الذي تبتني عليه الإمامة بقاعدة قوية من ركائز العدل الإلهي، وإن للناس بعد ذلك معادا وحسابا وإلا لبطل التكليف..
والمعاد يقتضيه إرسال المرسلين وإلا لكان عبثا.
وكلما نجدد النظر إلى الإمامة نراها بهذا الميزان الثقيل، ودليلنا من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم: - 1 - كتاب الله: قال تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم..) (2).
لو تتبعنا الأيام التي تلت انتقال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله إلى الفردوس الأعلى لرأينا بان هناك عدة حوادث ذكرت وشاعت ليس لها علاقة بهذا الامر، وأراد بعضهم أن ينفخ فيها من روحه ليجعلها من قريب أو بعيد قريبة من هذه الفاجعة العظيمة فنجح في جانب وخاب آخر.
ذكرت الكتب وزمرت عن الردة وحروبها..
لو تتبعنا من حورب بهذه الوقائع، ومن هم الاشخاص الذين ارتدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله لرأيناهم بين من ارتد في حياة الرسول محمد صلى الله عليه وآله أمثال مسيلمة الكذاب فقد ارتد في سن 10 ه وادعى النبوة (3).