والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله عندما حوصر في شعب مكة وابتعد الناس عنه فإنه اقتضى عدم النفع به لهم فيكون وجوده عبثا؟!
وإن أجاب بإنه بعد ذلك أتى قومه فاستفادوا منه قلنا ذلك في الحجة عليه السلام إذ سيستفيد الناس منه بخروجه هذا أولا وثانيا نسأل: لو لم يسأل الرسول ولم يتبع ولم يؤمن به من آمن أكان أمانا للعذاب لقومه أم لا؟! مع علم الجاحدين بذلك أم لا.
والجواب يكون من كتاب الله إذا استنطقناه بذلك.
(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم..) (1).
ونقول في الامام ما قلناه في الرسول صلى الله عليه وآله لأنه من نوره ومنهاجه وبه وبأمثاله رفع العذاب عنا وعنهم.
ولعله لذا وأمثاله ذكر سلام الله عليه وجه الانتفاع به عندما قال: - (وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الابصار السحاب. وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء.) (2).
وعندما يقول مؤيدا ومصفقا لابن تيمية {ولا يحلق ابن تيمية في الجدل النظري إنما ينتقد صميم العقيدة الشيعية في الامام المستور حين يقول: إن كان الله أوجب على الناس طاعتهم ولكن الخلق عصوهم قيل لم يحصل في العالم لا لطف ولا رحمة فالمنتظر لم ينتفع به من أقر به أو من جحده.} (3).
نرى مدى جحده وبعده عن الحق بما قدمناه لأنه حتى وإن قصر عقله عن استيعاب فائدة الامام المستور الآن فلا بد أن يستوعب بأن له فائدته عند رفع .