فصاغوا نظرية يوتوبية في السياسة تشخصت وتجسدت في علي} (1) فهذا مدح لهم لأنهم تمنوا استمرار الحق وهذا ما يتمناه كل محب للحق.
وأما أنهم صاغوا نظرية يوتوبية فهو مجانبة منك للحق حيث يقول الباري عز من قائل (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءا غدقا..) (2).
وهي سنة تاريخية ولذا قالت الزهراء عليها السلام عندما دخلت عليها نساء المهاجرين والأنصار لعيادتها عندما مرضت عليها السلام في جملة ما قالت {ولسار بهم - تعني أمير المؤمنين عليه السلام - سيرا سجحا لا يكلم حشاشه ولا يكل سائره ولا يمل راكبه، ولأوردهم منهلا نميرا، صافيا رويا تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه، ولأصدرهم بطانا، ونصح لهم سرا وإعلانا - إلى أن تقول عليها السلام - ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين.)} (3) فهو الحق من ربك..
وقال الإمام الحسن المجتبى عليه السلام: - (وأقسم بالله لو تمسكت الأمة بالثقلين لأعطتهم السماء قطرها، والأرض بركتها، ولأكلوا نعمتها خضراء، من فوقهم ومن تحت أرجلهم من غير اختلاف إلى يوم القيامة قال الله عز وجل:
(ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) وقال عز وجل (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا .