تحقيق حول أحاديث التحذير يتفق المسلمون قاطبة على صحة الأحاديث التي تبين أن الموت بدون إمام ميتة جاهلية، وليس بوسع أحد منهم التشكيك بصدور هذا المضمون عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وإن اختلفوا في المقصود منه، وقد بلغت هذه الأحاديث حدا من الشهرة والاعتبار، أضحى من المتعذر معه - حتى على أئمة الجور - إنكارها وجحودها، ولذا لجأوا إلى استغلالها عن طريق تحريفها وتزييفها.
ويقول العلامة الأميني (قدس سره) بعد نقل هذه الأحاديث عن صحاح أهل السنة ومسانيدهم:
" هذه حقيقة راهنة أثبتتها الصحاح والمسانيد، فلا ندحة عن البخوع لمفادها، ولا يتم إسلام مسلم إلا بالنزول لمؤداها، ولم يختلف في ذلك اثنان، ولا أن أحدا خالجه في ذلك شك، وهذا التعبير ينم عن سوء عاقبة من يموت بلا إمام وأنه في منتأى عن أي نجاح وفلاح، فإن ميتة الجاهلية إنما هي شر ميتة، ميتة كفر وإلحاد " (1).