أهل البيت في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - الصفحة ٤٦
سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة، وأول من يدخل عليها إذا قدم فاطمة، فقدم من غزاة له وقد علقت مسحا أو سترا على بابها، وحلت الحسن والحسين قلبين (1) من فضة، فقدم فلم يدخل، فظنت أن ما منعه أن يدخل ما رأى، فهتكت الستر وفككت القلبين عن الصبيين وقطعته بينهما، فانطلقا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما يبكيان، فأخذه منهما، وقال: يا ثوبان، اذهب بهذا إلى آل فلان - أهل بيت بالمدينة - إن هؤلاء أهل بيتي أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا. يا ثوبان، اشتر لفاطمة قلادة من عصب، وسوارين من عاج (2).
28 - أبو هريرة وثوبان قالا: كان النبي يبدأ في سفره بفاطمة ويختم بها، فجعلت وقتا سترا من كساء خيبرية لقدوم أبيها وزوجها، فلما رآه النبي تجاوز عنها، وقد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها (3)، ونزعت الستر، فبعثت به إلى أبيها وقالت: اجعل هذا في سبيل الله. فلما أتاه قال (صلى الله عليه وآله): قد فعلت، فداها أبوها - ثلاث مرات - ما لآل محمد وللدنيا؟! فإنهم خلقوا للآخرة، وخلقت الدنيا لغيرهم (4).
(2 / 8) جابر بن عبد الله 29 - ابن أبي عتيق عن جابر بن عبد الله: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا عليا وابنيه وفاطمة

(١) القلب: السوار (لسان العرب: ١ / ٦٨٨).
(٢) سنن أبي داود: ٤ / ٨٧ / ٤٢١٣، مسند ابن حنبل: ٨ / ٣٢٠ / ٢٢٤٢٦ نحوه، السنن الكبرى:
١
/ ٤١ / ٩١، وراجع إحقاق الحق: ١٠ / ٢٣٤، ٢٩١.
(٣) المسكة: واحدة المسك، وهي الأساور والخلاخيل من القرون أو العاج ونحوها. (المعجم الوسيط: ٢ / ٨٦٩).
(٤) المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 343.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست