ما كان الناس يعرفون هذا ولا يدرون ما هو، وصدقوا تركهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على البيضاء (1) ليلها من نهارها، لم يظهر فيهم بدعة ولم يبدل فيهم سنة، لا خلاف عندهم ولا اختلاف، فلما غشى الناس ظلمة خطاياهم صاروا إمامين: داع إلى الله تبارك وتعالى وداع إلى النار، فعند ذلك نطق الشيطان، فعلا صوته على لسان أوليائه، وكثر خيله ورجله (2)، وشارك في المال والولد من أشركه، فعمل بالبدعة وترك الكتاب والسنة. ونطق أولياء الله بالحجة وأخذوا بالكتاب والحكمة، فتفرق من ذلك اليوم أهل الحق وأهل الباطل، وتخاذل (3) وتهادن أهل الهدى، وتعاون أهل الضلالة، حتى كانت الجماعة مع فلان وأشباهه، فاعرف هذا الصنف. وصنف آخر، فأبصرهم رأي العين نجباء (4)، وألزمهم حتى ترد أهلك، ف * (إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين) * (5) (6).
(٣٣٧)