الصالحين.
ثم قال: إن أولياء الله وأولياء رسوله من شيعتنا: من إذا قال صدق، وإذا وعد وفى، وإذا ائتمن أدى، وإذا حمل في الحق احتمل، وإذا سئل الواجب أعطى، وإذا أمر بالحق فعل. شيعتنا من لا يعدو علمه سمعه، شيعتنا من لا يمدح لنا معيبا، ولا يواصل لنا مبغضا، ولا يجالس لنا قاليا، إن لقي مؤمنا أكرمه، وإن لقي جاهلا هجره. شيعتنا من لا يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل أحدا إلا من إخوانه وإن مات جوعا. شيعتنا من قال بقولنا وفارق أحبته فينا، وأدنى البعداء في حبنا، وأبعد القرباء في بغضنا (1).
776 - عبد الله بن بكير عن رجل عن أبي جعفر (عليه السلام): دخلنا عليه جماعة، فقلنا: يا بن رسول الله، إنا نريد العراق فأوصنا، فقال أبو جعفر (عليه السلام): ليقو شديدكم ضعيفكم، وليعد غنيكم على فقيركم، ولا تبثوا سرنا ولا تذيعوا أمرنا، وإذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به وإلا فقفوا عنده، ثم ردوه إلينا حتى يستبين لكم... (2).
777 - الخطاب الكوفي ومصعب بن عبد الله الكوفي: دخل سدير الصيرفي على أبي عبد الله (عليه السلام)، وعنده جماعة من أصحابه، فقال له: يا سدير، لا تزال شيعتنا مرعيين محفوظين مستورين معصومين ما أحسنوا النظر لأنفسهم فيما بينهم وبين خالقهم، وصحت نياتهم لأئمتهم، وبروا إخوانهم، فعطفوا على ضعيفهم، وتصدقوا على ذوي الفاقة منهم، إنا لا نأمر بظلم، ولكنا نأمركم بالورع، الورع الورع، والمواساة المواساة لإخوانكم، فإن أولياء الله لم يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم (عليه السلام) (3).