في بلاد الحبشة يعملون لجنازة الموتى، فيسترها فلا يعلم الرجل من المرأة، وانه أول نعش عمل في الإسلام.
وقد ورد أيضا عن أبي عبد الرحمن الحذاء، عن الصادق (عليه السلام) قال:
أول نعش أحدث في الإسلام نعش فاطمة، انها اشتكت شكوتها التي قبضت فيها وقالت لأسماء: إني نحلت وذهب لحمي ألا تجعلين لي شيئا يسترني، قالت أسماء: إذ كنت بأرض الحبشة رأيتهم يصنعون شيئا، أفلا أصنع لك فإن أعجبك أصنع لك؟ قالت: نعم، فدعت بسرير فأكبته لوجهه ثم دعت بجرائد فشددته على قوائمه، ثم جللته ثوبا فقالت: هذا رأيتهم يصنعون، فقالت: إصنعي لي مثله، استريني سترك الله من النار (1). وقد مر أخبار متعلقة بهذا المعنى.
ثم في بعض كتب المناقب القديمة انه اختلفت الروايات في وقت وفاتها، ففي رواية انها بقيت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) شهرين، وفي رواية ثلاثة أشهر، وفي رواية مائة يوم، وفي رواية ثمانية أشهر (2).
وذكر وهب بن منبه عن ابن عباس انها بقيت أربعين يوما بعده، وفي رواية ستة أشهر (3).
وعن المناقب: انها عاشت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) اثنين وسبعين يوما، ويقال: خمسة وسبعين يوما، وقيل: أربعة أشهر، وقيل: أربعون وهو أصح (4).
وفي الكشف عن كتاب الذرية الطاهرة للدولابي: انها لبثت بعد النبي (صلى الله عليه وآله) ثلاثة أشهر، وقال ابن شهاب: ستة أشهر، ومثله الزهري، وعن عائشة وعروة بن الزبير أيضا (5).