تعالى بين أظهركم.
و (كيف وأنى) تستعملان أيضا في التعجب، وكيف بكم أي أي حال بكم، أو كيف تناسبكم هذه الأمور وكيف تليق بكم.
و (أنى تؤفكون) أي إلى أين تصرفون من أفكه كضربه عن الشيء أي صرفه عنه، أي إلى أين يصرفكم الشيطان، أو إلى أين تصرفكم أنفسكم بأهوائها الباطلة مع أن كتاب الله تعالى بينكم، وفيه تبيان كل شئ وهو هدى للمتقين.
وهذا إشارة إلى ما في القرآن الكريم من الآيات الدالة على أن في عترته (صلى الله عليه وآله) الوراثة والخلافة، وان عليا (عليه السلام) هو المقدم على الكل في أمر الولاية، والآيات الدالة على تقدم العترة في كل مرتبة، وعلى حق ذوي القربى المذكور في نحو قوله تعالى: ﴿وآت ذا القربى حقه﴾ (1) والآيات الدالة على أحكام توريث الأنبياء (عليهم السلام) وغير ذلك مما ستأتي إليه الإشارة، وهذا توبيخ لهم على عدم تدبرهم تلك الآيات الواضحة، والإمارات اللائحة.
وفلان بين ظهراني القوم وأظهرهم أي مقيم بينهم، محفوف من جانبيه أو من جوانبه بهم، وأصل الظهر خلاف البطن ثم استعمل في معاني كثيرة بالمناسبة، ومنها معنى الظهور فإن ظهر الشيء باد ظاهر للغير، ومنها معنى القشر فإنه بمنزلة الظهر واللب بمنزلة البطن.
ولما كان الظهر من الإنسان والحيوان محل القدرة والقوة والاعتماد عليه وبه تحمل الأشياء، استعمل الاستظهار بمعنى الاعتماد وطلب القوة ونحو ذلك، فيقال:
استظهرت على فلان أي اعتمدت عليه واستندت إليه، وفلان مستظهر أي معان، واستظهرت القرآن أي حفظته بمعنى قرأته عن ظهر قلبي، قيل: أو على ظهر قلبي أي استقر القرآن على ظهر قلبي فلا ينسى ولا يترك، والحق أن يقال: إن معناه حفظته عن ظهر قلبي، وجعلته في جوفه أي استقر في بطن قلبي فلا ينسى.
ثم إن الظهر يجمع على أظهر وظهران - بضم الظاء - والتثنية ظهران - بفتح