و (البر) بالكسر خلاف العقوق والمبرة مثله، تقول: بررت بوالدي - من باب علم - برا فأنا بر به - بالفتح - وبار، وجمع البر الأبرار وجمع البار البررة، وفلان يبر خالقه أي يطيعه، والام برة بولدها.
وفي الحديث: (تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة) (١) أي مشفقة عليكم كالوالدة البرة بأولادها، يعني أن منها خلقكم وفيها معاشكم وإليها بعد الموت معادكم، وفي الحديث: (الأئمة من قريش أبرار) (٢).
وحاصل معنى البر هو الإحسان والافضال، ويختلف في كل مورد بحسبه، قال تعالى: ﴿أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم﴾ (3)، والبر فيه هو الاسم الجامع للخير كله دنيويا وأخرويا، ومنه البر بمعنى الصلة.
وبر الوالدين صلتهما، والإحسان إليهما، ورفع قدرهما، وتوفى مكارمهما، وتوقي مكارههما، وملاحظة حقوقهما بخلاف عقوقهما المستلزم للإساءة إليهما، والتضييع لحقهما ولو بنسيانهما عن دعاء الخير بعد وفاتهما، كما ورد في الأخبار.
ولبر الوالدين فضائل لا تحصى كثرة حتى ورد (ان الجنة تحت أقدام الأمهات) (4)، وان عقوق الوالدين مستلزم لعقوق الله تعالى، ومن بر بوالديه وقاه الله من سخطه في الدنيا والآخرة، كما أشير إليه في الفقرة الشريفة.
و (الوالدان) الوالد والوالدة أي الأب والام من باب التغليب من ولده يلده ولادة، فالطفل مولود والأب والد والام والدة، فيستند الولد من حيث التولد إليهما معا، ويقال: ولد الرجل المرأة طفلا توليدا أي حصل له منها ولد، والولد - بفتحتين - كل ما ولده شئ، ويطلق على الذكر والأنثى والمثنى والمجموع، وجمعه أولاد، والولد وزان قفل لغة فيه، وقيس تجعل المضموم جمع المفتوح مثل أسد جمع أسد.