اللمعة البيضاء - التبريزي الأنصاري - الصفحة ٢٧٣
عليه وقال لعلي (عليه السلام): اشرب بعضه وابق بعضه، ففعل كما امر، ثم رش النبي (صلى الله عليه وآله) البعض الباقي على وجه علي (عليه السلام) وصدره وقال: أذهب الله عنك الرجس وطهرك تطهيرا.
ثم طلب شيئا من الماء مرة أخرى وقرأ عليه آيات من القرآن أيضا، فقال لفاطمة: اشربي بعضه وأبقي بعضه، ففعل (صلى الله عليه وآله) بباقيه كما فعل أول مرة، وقال لها ما قال له (١).
ثم أمر بقدح من اللبن فقال لفاطمة: اشربي من هذا فداك أبوك، ثم قال لعلي:
إشرب من هذا فداك ابن عمك، ودعا لهما بالخير والبركة، وقد ظن أنهما كانا في تمام الليلة على تلك الهيئة الاجتماعية، فنزل جبرئيل بقوله تعالى: ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع...﴾ (2) (3) الآية.
ثم جاء النبي (صلى الله عليه وآله) في اليوم الثاني فرأى أن كلا منهما جالس في زاوية من البيت، فأخذ بيدهما وأجلسهما على نمط موروث من خديجة لفاطمة، وأمرهما بالاجتماع عند الجلسة والنومة، وقد كانت خديجة أحرزت لفاطمة جميع ما كان لها دون ابنتيها الآخريين: زينب زوجة أبي العاص بن الربيع، ورقية زوجة عتبة بن أبي لهب.
ثم جاء الرسول إليهما في الليلة الثالثة فطبخا حسوا له فأكلا معه، ثم قام النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المسجد، وكان يصلي ويدعو لهما تمام الليلة، فلما طلع الصبح أتى إليهما وكانا تحت العباءة، فأرادا الفرقة قال: حالكما، فدخل وهما على حالهما، ثم أمر عليا بالخروج إلى المسجد ساعة، ففعل كما أمر، فسأل النبي (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام) عن بعلها، فقالت فاطمة: يا رسول الله خير بعل إلا ان نساء قريش تعيرني أن زوجك رسول الله رجلا فقيرا لا مال له،

(١) تفسير روض الجنان ١٤: ٢٧٢ / سورة الفرقان، البحار ٤٣: ١٣٣ ح ٣٢.
(٢) السجدة: ١٦.
(٣) تفسير روض الجنان 14: 272 / سورة الفرقان.
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 لمحة عن حياة المؤلف 5
2 اسمه ونسبه: 5
3 حياته العلمية: 5
4 أقوال أصحاب التراجم في حقه: 6
5 أولاده وذراريه: 7
6 آثاره وتأليفاته: 7
7 شعره وأدبه: 10
8 وفاته: 17
9 منهج التحقيق: 17
10 بعض فضائل خديجة الكبرى 22
11 بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 23
12 عدم جواز الفصل بين النبي والآل 27
13 الفرق بين أولاد فاطمة وغيرهم 32
14 " تتميم ": الكلام في أن ولد البنت ولد 36
15 كلام ابن أبي الحديد في الحسنين 42
16 الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 43
17 تتميم الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام): 52
18 ذكر المقامات الأربعة للمعصومين 62
19 فصل: في أن عليا نفس رسول الله 66
20 " تمهيد مقال لبيان حال " 71
21 صور الوضع اللفظي 77
22 في طهارة دم المعصومين 84
23 الأخبار الدالة على طهارة دم المعصوم 90
24 فصل في أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام) 95
25 الأخبار في تسميتها بفاطمة 95
26 الأخبار في تسميتها بالزهراء 104
27 الأخبار في تسميتها بالإنسية الحوراء 113
28 الفرق بين الملك والجن والشيطان 117
29 في كونها (عليها السلام) أم أبيها 122
30 في وجه تكنية الحسين (عليه السلام) بأبي عبد الله 127
31 سائر ألقابها وكناها (عليها السلام) 131
32 في تسميتها ببضعة الرسول 131
33 في تسميتها بمشكاة الضياء وفي تفسير آية النور 144
34 تفصيل في بيان التمثيل: 151
35 تتميم الكلام بكلام أربعة نفر من الأعلام: 160
36 تحقيق من المصنف 169
37 في تسميتها (عليها السلام) بسيدة النساء 177
38 في تسميتها (عليها السلام) بأم الأئمة 185
39 في تسميتها (عليها السلام) بالمحدثة 195
40 في تسميتها (عليها السلام) بالبتول 201
41 تكميل: في باقي أسمائها (عليها السلام) 203
42 في بيان الفواطم 206
43 فصل في فضائل الأئمة (عليهم السلام) 208
44 فصل في ولادة الزهراء (عليها السلام) 227
45 في فضائل خديجة سلام الله عليها 230
46 في تاريخ ولادة الزهراء (عليها السلام) ومدة عمرها 233
47 تتميم: في خصائصها وبعض معجزاتها 234
48 عقد مفصل بالشذور في عقد النور من النور: 237
49 فصل: في خطبتها (عليها السلام) 237
50 فصل: في تزويجها في السماء 244
51 فصل: في تزويجهما في الأرض 252
52 فصل: مجيء الأصحاب بالتحف والهدايا 261
53 فصل في أولاد فاطمة (عليها السلام) 279
54 فصل في نقش خاتمها وأدعيتها (عليها السلام) 284
55 فصل وأما الكلام في ذكر فدك والعوالي وغصبها عنها 292
56 فصل: العلة في غصب فدك والعوالي 304
57 فصل في ذكر احتجاجات فاطمة (عليها السلام) 309
58 مصادر الخطبة الشريفة 317
59 دفع إشكالين 321
60 الشروع في شرح الخطبة 326
61 في معنى الإجماع 327
62 كتاب تبع اليمن إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 338
63 فصل الأخبار في دعوى فدك 746
64 الفصل الأول 767
65 الفصل الثاني 782
66 دفع إشكالين: 823
67 " تنبيه " 843
68 في بيان حالات الزهراء (عليها السلام) ووفاتها 847
69 خاتمة " في تظلمها يوم القيامة وكيفية مجيئها إلى المحشر " 891