فذهب علي (عليه السلام) إلى السوق ليبيعها، فلقيه عثمان بن عفان فاطلع على الحال، فساومه عليها فباعها علي (عليه السلام) منه بأربعمائة درهم سود هجرية، وأخذ الدراهم منه وأعطاه الدرع، فلما استقرت الدرع في يد عثمان وأراد علي (عليه السلام) أن يرجع قال عثمان: يا أبا الحسن لست أولى منك بالدرع وأنت أولى مني بالدراهم، فقال علي (عليه السلام): بلى يا عثمان، فقال عثمان لعلي (عليه السلام): الدراهم لك والدرع هدية مني إليك.
فأخذ علي (عليه السلام) الدرع والدراهم ورجع إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فطرح الدرع والدراهم بين يديه، وأخبره بما كان من عثمان في بيع الدرع وردها عليه (1).
وفي رواية أخرى: إن عليا (عليه السلام) لما أخذ الدرع إلى السوق ليبيعها على ما أمر به النبي (صلى الله عليه وآله) لقيه شخص أعرابي، فقال: يا علي تبيع الدرع؟ فقال: نعم، قال: هذه درع ثمينة؟ فقال: نعم، قال: بكم؟ قال: بخمسمائة درهم، فأخرج الأعرابي من كمه خمسمائة درهم وأعطاها عليا (عليه السلام) وأخذ الدرع وذهب.
فلما جاء علي بالدراهم وطرحها بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) فقال:
يا علي ممن بعت الدرع؟ قال: لأعرابي لم أعرفه، قال (صلى الله عليه وآله): لم يكن هو أعرابيا وإنما كان هو جبرئيل، وقد أتى بالدرع إلي قبلك فها هي درعك، وهذا من فضل الله عليك (2).
وبالجمة فلما سبك (3) الدراهم بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) - وعلى الرواية الأخرى: في حجره - قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) منها قبضة وأعطاها بلالا وقال: إبتع بها لفاطمة طيبا، وروي أنه (صلى الله عليه وآله) أعطى