رسول الله صلى الله عليه وسلم فشربت شيئا، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أعطي تربك فقلت: يا رسول الله بل خذه فاشرب منه ثم ناولنيه فأخذه فشرب منه ثم ناولنيه، قالت: فجلست ثم وضعته على ركبتي ثم طفقت أديره، وأتبعه بشفتي لأصيب منه مشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لنسوة عندي:
ناوليهن، فقلن: لا نشتهيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تجمعن جوعا وكذبا " (1).
وروى الامام مالك في الموطأ عن يحي بن سعيد أنه قال: قد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤلم بالوليمة ما فيها خبز ولا لحم، ووصله النسائي وقاسم بن أصبغ من طريق سعيد بن عفير عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن حميد عن أنس، وزاد: قلت: بأي شئ، يا أبا حمزة قال: تمر وسويق (2).
وروى الطبراني عن سهل بن سعد - رضي الله تعالى عنه - قال أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية بتمر وسويق (3).
عن جابر - رضي الله تعالى عنه - قال: لما دخلت صفية بنت حيي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسطاطه حضرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا عن أمكم فلما كان من العشي حضرنا ونحن نرى أن ثم قسما فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي طرف ردائه نحو من مد ونصف من تمر عجوة، فقال: كلوا من وليمة أمكم (4).
وروى البخاري عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال: ما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه ما أولم على زينب، أولم بشاة، ورواه مسلم بلفظ: ما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه أكثر وأفضل مما أولم على زينب، فقال ثابت: بم أولم؟ قال: أطعمهم خبزا ولحما حتى تركوه (5).
وروى الشيخان وأبو يعلى عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاثا بيني عليه بصفية بنت حيي، فقال من كان عنده فضل زاد فليأتنا به، فجعل الرجل يأتي بفضل التمر، وفضل السويق حتى جعلوا من ذلك سوادا حبسا وفحصت الأرض أفاحيص، وجئ بالانطاع فوضعت فيها، وجئ بالأقط والسمن، فشبع الناس من ذلك الحين وشربوا من حياض إلى جنبهم من ماء السماء وفي لفظ جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليمة