الباب السابع عشر في الطعام الذي أتاه صلى الله عليه وسلم من السماء روى الإمام أحمد والنسائي والدارمي والحاكم وصححه، وقال الذهبي في مختصر المستدرك: إنه من غرائب الصحاح عن أبي سلمة بن نفيل السكوني رضي الله عنه قال:
كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال له قائل: يا رسول الله هل أتيت بطعام من السماء، وفي لفظ: من الجنة؟ قال: " نعم "، قال: وبماذا؟ قال: " بطعام مسخنة "، قالوا: فهل كان فيها فضل عنك؟ قال: " نعم "، قال: فما فعل به؟ قال: " رفع إلى السماء " (1).
وروى ابن عساكر عن الحراث بن عجد حدثني يقال له أبو سعيد، قال: قدمت المدينة، فسمعت رجلا يقول لصاحبه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرى الليلة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله بلغني أنك قريت الليلة، قال: " أجل "، قلت: وما ذاك؟ قال: " طعام فيه مسخنة "، قلت: فما جعل في فضله؟ قال: " رفع " (2).
وروى الإمام أحمد والنسائي والترمذي وابن حبان والحاكم والبيهقي وصححوه والذهبي عن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بقصعة فيها ثريد، فأكل وأكل القوم، فلم يزالوا يتداولونها إلى قريب من الظهر، يأكل قوم ثم يقومون، ويجئ قوم فيتعاقبونه. فقال له رجل: هل كانت تمد بطعام؟ قال: أما من الأرض فلا، إلا أن تكون كانت تمد من السماء (3).
تنبيهان الأول: خبر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: أتى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن ربك يقرئك السلام، وأرسلني إليك بهذا القطف لتأكله، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه ابن عساكر من طريق حفص بن عمر الدمشقي عرف بصاحب القطف، قال البخاري: لا يتابع عليه، وقال الذهبي: خبر منكر، وأما خبر حوط بن مرة، قيل: يا رسول الله هل أتيت من طعام الجنة بشئ؟ قال: " نعم، أتاني جبريل بخبيصة من خبيص الجنة فأكلتها "، قال الحافظ بن حجر في الإصابة: هذا حديث موضوع.