جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٩
وعن عمير بن إسحاق قال: دخلت أنا ورجل على الحسن نعوده فقال: قد ألقيت قطعة من كبدي وأني سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذه المرة. (قال عمير: وجعل يقول لذلك الرجل: سلني قبل أن لا تسألني. قال (الرجل): ما أسألك حتى يعافيك الله. قال: فخرجنا من عنده) (1) ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين رضي الله عنه عند رأسه وهو يقول: يا أخي من تتهم؟ قال: ولم؟ تريد قتله؟ لا والله إن كان الذي أظن فالله أشد بأسا وأشد تنكيلا، وإن لم يكن (هو) فما أحب أن تقتل (بي) بريئا.
ثم قضى نحبه رضوان الله عليه وسلامه ورحمته.
قال الإمام ابن الجوزي في تاريخه: المنتظم (2) والصحيح أن (الذي سمه هي) جعدة بنت الأشعث بن قيس وكانت تحت الحسن فدس إليها معاوية أن سمي الحسن وأزوجك يزيد.

(١) وانظر الحديث: (٣٣٤) وما بعده من ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق ص ٢٠٧ ط ١.
وليلاحظ أيضا ما رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة المنورة: ج ١ ص ١١٠.
وليراجع أيضا ما نقله محمد بن حبيب في كتاب المغتالين ص ١٦٤. وكذا ما أورده السمهودي في الذكر (١٤) من القسم الثاني من كتاب جواهر العقدين ٢٣٨ نسخة باريس.
(٢) كلام ابن الجوزي هذا ما وجدته فيما أورده ابن الجوزي حول شهادة الإمام الحسن عليه السلام في حوادث العام: (٤٩) من النسخة المطبوعة سنة (١٤١٢) من تاريخ المنتظم: ج ٥ ص ٢٢٥ ط المكتبة العلمية ببيروت.
والظاهر أن أنصار الشجرة الملعونة أسقطوه منه سترا على مخازي المنافقين، وينبغي لأنصار الحق والحقيقة مراجعة المخطوطات من تاريخ المنتظم أينما وجدوها.
ويحتمل بعيدا أن ابن الجوزي ذكره في غير حوادث سنة (٤٩) مخافة وثبة النواصب عليه، وآندياس خصيتيه كما داسوا خصيتي الحافظ النسائي عند ما أخبرهم عن حرمان معاوية عن دعاء الخير!!.
وإليك ما ذكره ابن الجوزي حول شهادة الإمام الحسن في العام (٤٩) على ما في المطبوع من تاريخ المنتظم ج ٥ ص ٢٢٥ قال:
أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان، قال: أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا أبو عروبة الحراني قال: حدثنا سليمان بن محمد بن خالد، قال: حدثنا ابن علية عن ابن عون عن عمير بن إسحاق، قال:
دخلت أنا ورجل على الحسن (بن علي عليهما السلام) نعوده فقال: قد ألقيت طائفة من كبدي و إني قد سقيت السم مرارا فلم اسق مثل هذه المرة. (قال): ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين عند رأسه فقال (له): يا أخي من تتهم (انه سقاك السم؟) قال: لم؟ لتقتله؟ قال: نعم.
قال: إن يكن الذي أظن فالله أشد بأسا وأشد تنكيلا، وإن لم يكن (هو) فلا أحب أن يقتل بي برئ، ثم قضى رضي الله عنه.
(و) أخبرنا محمد بن عبد الملك بن خيرون، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال:
أخبرنا أبو عمر بن حيويه، قال: حدثنا محمد بن خلف، قال: حدثني أبو عبد الله اليماني قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي عن ابن جعدة قال:
كانت جعدة بنت الأشعث بن قيس تحت الحسن بن علي فدس إليها زيد أن سمي حسنا حتى أتزوجك. ففعلت، فلما مات الحسن بعثت جعدة إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها. فقال (لها يزيد):
إنا والله لم نرضك للحسن أفنرضاك لأنفسنا؟.
وللحديثين شواهد كثيرة وأسانيد ومصادر، يجد الطالب كثيرا منها في الحديث: (٣٣٤) وما بعده من ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من تاريخ دمشق ص 207 ط 1.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 205 206 207 208 209 210 211 212 213 215 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319