جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٢١١
الأحلى.
قال أبو نعيم: لما اشتد بالحسن عليه السلام / 120 / أ / الوجع جزع (1) فدخل عليه رجل فقال: يا أبا محمد ما هذا الجزع؟ ما هو إلا أن تفارق روحك جسدك فتقدم على جدك محمد (ص) وعلى علي وفاطمة وخديجة وعلى أعمامك حمزة وجعفر وعلى أخوالك القاسم والطيب والطاهر وإبراهيم وعلى خالاتك رقية وأم كلثوم وزينب (2) فأنت بالسرور أولى من الجزع. فسرى عنه (عليه السلام).
وقال سفيان بن عيينة (عن رقبة بن مصقلة): لما حضرت الحسن بن علي الوفاة قال: أخرجوني إلى الصحن أنظر في ملكوت السماوات والأرض فأخرجوه فرفع رأسه ونظر ثم قال: اللهم إني أحتسب نفسي عندك فإنها أعز الأنفس علي (3).
ومات (عليه السلام) بالمدينة في شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وقد تقدم ذكر ذلك وأن معاوية سجد عند ما بلغه وفاته (4) والله الفعال لما يريد.

(١) إن صح النقل ولم يعارضه ما هو أقوى منه، فيحمل على أن الجزع والاضطراب إنما كان من أجل تقطع أمعائه وانفصال بعضها عن بعض، وهذا أمر طبيعي لكل ذي روح عند إزهاق روحه من جهة الاختلال في نظم الجسد والأعضاء.
وليلاحظ ما علقناه على الحديث: (٣٤٥) من ترجمة الإمام الحسن ص ٢١٤ ط ١.
(٢) كذا في رواية أبي نعيم هذه، ورواها عنه وعن غيره بطرق الحافظ ابن عساكر، ولكن ذكر " رقية وأم كلثوم وزينب " سلام الله عليهن لم يأت في غير حديث أبي نعيم كما في الحديث (٣٤٥) وما بعده من ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق ص ٢١٤ - ٢١٥ ط ١.
(٣) وللحديث شواهد يجدها الطالب تحت الرقم: (٣٤٢) من ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من تاريخ دمشق ص ٢١٣ ط ١.
(٤) ولهذه القصة شواهد، منها ما رواه الطبري عن محمد بن حميد الرازي عن علي بن مجاهد، عن محمد بن إسحاق، عن الفضل بن عباس بن ربيعة قال:
وفد عبد الله بن العباس على معاوية، قال: فوالله إني لفي المسجد إذ كبر معاوية في الخضراء، فكبر أهل الخضراء، ثم كبر أهل المسجد بتكبير أهل الخضراء فخرجت (زوج معاوية) فاختة بنت قرضة بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف من خوخة لها، فقالت: سرك الله يا أمير المؤمنين ما هذا الذي بلغك فسررت به؟ قال (معاوية بلغني) موت الحسن بن علي. فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون. ثم بكت و قالت: مات سيد المسلمين وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال معاوية: نعما والله ما فعلت!
إنه كان كذلك أهلا أن تبكى عليه!!.
ثم بلغ الخبر ابن عباس رضي الله عنهما، فراح فدخل على معاوية (ف‍) قال (له معاوية: أ) علمت يا ابن عباس أن الحسن توفي؟ قال (ابن عباس) ألذلك كبرت؟ قال: نعم.
قال (ابن عباس): أما والله ما موته بالذي يؤخر أجلك ولا حفرته بسادة حفرتك، ولئن أصبنا به فقد أصبنا قلبه بسيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين، ثم بعده بسيد الأوصياء فجبر الله تلك المصيبة، ورفع تلك العثرة.
فقال (معاوية): ويحك يا ابن عباس ما كلمتك إلا وجدتك معدا.
هكذا رواه المسعودي عن الطبري كما في سيرة الإمام الحسن عليه السلام من كتاب مروج الذهب ج ٢ ص ٤٢٩ وهذا الحديث - وقضايا أخر حول شهادة الإمام الحسن عليه السلام ودفنه - قد أسقطه مسبلو الستار على فجائع المنافقين من تاريخ الطبري!! ولما رويناه هنا عن المسعودي عن الطبري شواهد آخر يجدها الطالب في تعليق الحديث (٣٦٨) من ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق ص 320 ط 1.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 215 216 217 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 5
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 7
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 9
4 مقتل طلحة 17
5 مقتل الزبير 20
6 ما قيل في أهل الجمل 27
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 35
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 40
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 46
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 49
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 57
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 67
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 79
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 85
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 101
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 109
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 117
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 121
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 125
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 127
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 129
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 131
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 139
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 171
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 195
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 205
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 215
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 217
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 227
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 233
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 235
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 237
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 240
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 242
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 244
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 249
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 251
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 256
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 259
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 261
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 263
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 277
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 285
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 305
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 315
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 319