جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٠
إنك إن قلت ذلك، (ف‍) لقد صحبته حتى والله عرفت من أحب ومن أبغض، ومن أقر ومن نفى ومن دعا له ومن دعا عليه (1).
ولما بلغ معاوية موت الحسن خر ساجدا (2).
فلا حول ولا قوة إلا بالله * (قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم) *.
وأرسل معاوية إلى ابن عباس وكان بالشام فعزاه وهو مستبشر ثم قال: كم كان سنه؟ قال (ابن عباس): سنه كان يسمع في قريش فالعجب أن يجهلها مثلك (3) قال:
بلغني أنه ترك أطفالا صغارا. قال: كلنا كان صغيرا فكبر، وإن طفلنا لكهل وإن صغيرنا لكبير، ثم قال: مالي أراك يا معاوية مستبشرا بموت الحسن؟ فوالله لا ينسئ في أجلك ولا يسد حفرتك وما أقل بقاؤك بعده.
وقال الترمذي في جامعه (4): قام رجل إلى الحسن بن علي بعدما بايع معاوية فقال: يا مسود وجوه المؤمنين سودت وجوه المؤمنين. فقال. (له الحسن): لا تؤنبني رحمك الله

(١) هذا الكلام من أبي هريرة تعريض بمروان بأنه وأباه وأهله من مبغضي النبي صلى الله عليه وسلم وقد نفاهم النبي (ص) عن المدينة المنورة إلى الطائف، ودعا عليهم ولعنهم لتظاهر أبيه على بغض النبي وعداوته!!!.
وشواهد ما أشرنا إليه كثيرة جدا، ويجد الباحث كثيرا منهما في ترجمة مروان ومعاوية وأبي هريرة والحكم من تاريخ دمشق والبداية والنهاية ودلائل النبوة - للبيهقي - ج ٦ ص ٥٠٩ وتفسير ابن كثير:
ج ٦ ص ٢٤٣ ومجمع الزوائد وغيرها.
ومن أحب أن يرى كل الصيد في جوف الفرى - وأن كون مروان من شجرة النفاق والخباثة من الواضحات الأولية بحسب أخبار المسلمين جميعا - فليراجع كتاب الغدير: ج ٨ ص ٢٤٨ - ٢٧٤.
(٢) وانظر تفصيل القصة في ترجمة الإمام الحسن من مروج الذهب ج ٢ ص ٣٣٩ وتحت الرقم: (١٥٥) من كتاب وفيات الأعيان: ج ٢ ص ٦٦، وعنوان: " خلافة الحسن بن علي من كتاب العسجدة الثانية من العقد الفريد ج ٣ ص ١٢٤، ط مصر، والغدير: ج ١١، ص ١٣، وما حولها.
(٣) وقريب منه جاء في الحديث: (٣٦٨) من ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق ص ٢٣٠ ط ١، بتحقيق المحمودي.
(٤) رواه الترمذي في تفسير سورة القدر من أبواب التفسير تحت الرقم: (٣٣٥٠) من سننه لشرح السيوطي: ج ١٢، ص ٢١٢.
ورواه أيضا البيهقي في كتاب دلائل النبوة: ج ٦ ص ٥٠٩.
وللحديث مصادر كثيرة يجدها الطالب في تعليق الحديث: (٣٢٧) من ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق ص 198 - 200.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 205 206 ... » »»
الفهرست