طلحة بن عبيد الله فولدت له محمدا وعمران وكانت تستحاض وكانت ممن خاض في حديث الإفك وجلد فيه ان صح أتهم جلد واوتكنى حمنة هذه أم حبيبة عند قوم وعند الأكثرين أم حبيبة غيرها وكانت أم حبيبة تحت عبد الرحمن بن عوف وكانت تستحاض. حديثها في صحيح مسلم وكان شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي رحمه الله يقول هن زينب وحمنة وأم حبيب ويعد ما عدا ذلك وهما وقيده بخطه على صحيح مسلم في الفوائد التي كتبها على نسخته وقد علقت عنه هذه الفوائد.
وأما أروى فمختلف في إسلامها كما تقدم. وحكاه أبو عمر عن الواقدي في خبر يسنده أن ابنها طليب بن عمير حملها على ذلك فوافقته وأسلمت وكانت بعد ذلك تعاضد النبي صلى الله عليه وسلم وتحض ابنها على نصرته. وقد رواه الحاكم وزعم أنه على شرط البخاري. وكانت تحت عمير بن وهب بن عبد الدار بن قصي فولدت له طليب بن عمير كان بدريا من فضلاء الصحابة وقتل بأجنادين شهيدا ولا عقب له ثم خلف عليها كلدة بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي - وهو عند أبي عمر كلدة ابن عبد مناف والصحيح الأول - فولدت له فاطمة. ورأيته في كتاب أبى عمر أروى وليس بشئ. فولدت فاطمة هذه زينب بنت أرطاة بن عبد شر حبيل بن هاشم المذكور آنفا فولدت زينب كيسة بنت الحارث بن كريز بن ربيعة زوج مسيلمة ابن حبيب الكذاب. ثم خلف على كيسة ابن عمها عبد الله بن عامر بن كريز ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعوذه وتفل في فيه فجعل يتسوغ ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه السلام إنه لمسقى فكان له يعالج أرضا إلا ظهر له الماء وهو الذي عمل السقايات بعرفة وشق نهر البصرة، جمع له عثمان بين ولاية البصرة وفارس وهو ابن أربع وعشرين سنة وكان سخيا جوادا وفيه يقول زياد الأعجم:
أخ لك لا تراه الدهر إلا * على العلات مبتسما جوادا