العباس لم يمر بعمر ولا بعثمان وهما راكبان إلا نزلا حتى يجوز إجلالا له وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجله واستسقى به عمر عام الرمادة سنة سبع عشرة فسقوا ففي ذلك يقول الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب:
بعمى سقى الله الحجاز وأهله * عشية يستسقى بشيبته عمر توجه بالعباس في الجدب راغبا * فماكر حتى جاء بالديمة المطر وكان من دعاء العباس وهو يستسقى: اللهم أنت الراعي لا تهمل الضالة ولا تدع الكبير بدار مضيعة فقد ضرع الصغير ورق الكبير وارتفعت الشكوى فأنت تعلم السر وأخفى اللهم فأغثهم بغياثك من قبل أن يقنطوا فيهلكوا فإنه لا ييأس من روحك إلا القوم الكافرون. وفضائل العباس كثيرة ومناقبه مشهورة توفى سنة اثنتين وثلاثين وصلى عليه عثمان وقيل في وفاته غير ذلك. وولد العباس سبعة لام الفضل لبابة بنت الحارث وسيأتى ذكر نسبها عند ذكر أختها ميمونة في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهم الفضل وعبد الله وعبيد الله ومعبد وقثم وعبد الرحمن وأم حبيبة شقيقتهم وتمام وكثير لام ولد والحارث وأمه من هذيل وعون بن العباس قال أبو عمر لم أقف على اسم أمه قال وكل بنى العباس لهم رواية وللفضل وعبد الله وعبيد الله سماع ورواية. وكان الفضل أكبر هم وتمام أصغرهم وقد روى تمام عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا على قلحا (1) استاكوا. وكان الفضل جميلا وعبد الله عالما وعبيد الله سخيا جوادا وكان تمام من أشد الناس بطشا وكان العباس يحمل تماما ويقول: