15 - عن محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال:
حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف القطان الكوفي، قال: حدثنا محمد بن سليمان (1) المقري الكندي، عن عبد الصمد بن علي النوفلي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأصبغ بن نباتة العبدي قال:
" لما ضرب ابن ملجم عليه اللعنة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) عدونا عليه نفر من أصحابنا: أنا والحرث وسويد بن غفلة وجماعة معنا، فقعد [نا] (2) على الباب فسمعت (3) البكاء فبكينا، فخرج إلينا الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال: يقول لكم أمير المؤمنين: انصرفوا إلى منازلكم، فانصرف القوم غيري، واشتد البكاء من منزله، فبكيت، وخرج الحسن وقال: ألم أقل لكم انصرفوا؟ فقلت: لا والله يا بن رسول الله ما تتابعني نفسي ولا تحملني رجلي ان أنصرف حتى أرى أمير المؤمنين (عليه السلام).
قال: وبكيت فدخل ولم يلبث ان خرج فقال لي: ادخل، فدخلت على أمير المؤمنين، فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء، قد نزف دمه واصفر وجهه، فما أدري وجهه أصفر أم العمامة، فأكببت عليه فقبلته وبكيت فقال لي: لا تبك يا أصبغ فإنها والله الجنة، فقلت له: جعلت فداك إني أعلم [والله] (4) إنك تصير إلى الجنة وأنا (5) أبكي لفقداني إياك يا أمير المؤمنين جعلت فداك حدثني بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاني أراني لا أسمع منك حديثا بعد يومي هذا أبدا.
فقال: نعم يا أصبغ، دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما فقال لي: يا علي انطلق حتى تأتي مسجدي ثم تصعد منبري، ثم تدعو الناس إليك فتحمد الله [تعالى] (6) وتثني عليه وتصلي علي صلاة كثيرة وتقول: أيها الناس إني رسول رسول الله إليكم،