أعلم وأفقه من عائشة إذ لم تخبرنا بالسر في حياة من أسر إليها ثم أخبرت بعد وفاته، وهذا فقه هذا الحديث قد خفى على عائشة فقد بين الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق معنى الحديث، وأشار الأخبار الثابتة الصحيحة الدالة على أن فاطمة سيدة نساء أهل الدنيا كما هي سيدة نساء أهل الجنة بما فيه الغنية والكفاية لمن تدبر. هذا كله كلام الحاكم أبي عبد الله الحافظ.
قال محمد بن أبي القاسم: الخبر كما يدل على قلة علم عائشة يدل أيضا على قلة أمانتها وديانتها لإفشائها سر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وليس يجوز لمن له أدنى علم أن يخلط ذكر فاطمة (عليها السلام) بذكر غيرها، وكيف يجوز ان يقاس من شهد الله بطهارتها بقوله تعالى: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * (1) على من قال الله في حقها: * (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) * (2)، لكن العمى في القلب والعصبية وبغض أهل بيت رسول الله يحمل بعض الناس على ما لا يليق بالعقل، ونعوذ بالله مما كره الله.
2 - قال: حدثنا أبو سعاد (3) الخراز، قال: حدثني يونس بن عبد الوراث، عن أبيه قال:
" بينا ابن عباس يخطب عندنا على منبر البصرة إذ أقبل على الناس بوجهه، ثم قال: أيتها الأمة المتحيرة في دينها، أم والله لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من أخر الله، وجعلتم الوراثة حيث جعلها الله، ما عال سهم من فرائض الله، ولا عال ولي الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، فذوقوا وبال ما فرطتم فيه بما قدمت أيديكم * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * (4).
3 - عن محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال:
حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا عبيد بن حمدون الرواسي،