الوعول (1) وناطح (2) دونه الفحول، حتى علت كلمته وظهرت دعوته، ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقلت: أفضل منه من سمي صديقا.
فقال: كذبت ورب الكعبة فما صدقه، بل هرب عنه في القتال ودل على سوء ضميره وقد غشيه الكرب واستكلب لديه الحرب أسلمه لأسنة الحتوف (3) وحدة السيوف، انهزم والله الصديق عن صدقه ان الفار عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيطان مارد، ليس كما قلت بل والله الفاضل من نام على فراشه ووقاه بنفسه، مفرج كربه وقاضي دينه ووارث علمه وخليفته على أمته، مبايع البيعتين صاحب بدر وحنين، أسد الله ووليه لا البلفاحة الهلباحة أين ابن أبي قحافة.
قال الشعبي: فأمسكت عنه لئلا يسمع كلامه ويكتب بخبره وقلت له: حفظت القرآن؟ فقال: إي والله وعلمت منه ما أخرق الظلمة إلى النور، فقلت له: ما تقول في المسح على الخفين؟ فقال: يا سبحان الله هل يجوز في حكم الله وعدله أن يفرض على جوارح البدن وهي أحياء فرضا معلوما فيشرك معها ميتة فجعل الميت شريكا للحي في فرض معلوم وقد رفع عن الأموات أعمال الأحياء؟ مثلك يقول هذا! قال الشعبي: فأرد كلاما ما سمعت قط مثله، فقلت له: اخبرني من أنت ومن أين أنت؟ فقال لي: إليك عني ما كنت لاخبر الحتف على نفسي، وغاب عني فلم أره (رضي الله عنه) ".
57 - قال: حدثنا الحسن بن علي البصري، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال:
حدثنا أبي، قال: حدثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن أبي صالح قال:
" لما حضرت عبد الله بن العباس الوفاة قال: اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي ابن أبي طالب (عليه السلام) ".