القاسم (1) الهاشمي، أخبرنا عيسى، حدثنا فروخ (2) بن فروة، أخبرنا مسعدة بن صدقة، عن صالح بن ميثم، عن أبيه قال:
" بينما أنا في السوق إذ أتاني الأصبغ بن نباتة فقال [لي] (3): ويحك يا ميثم لقد سمعت من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حديثا صعبا شديدا فاما (4) يكون كذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: سمعته (عليه السلام) يقول:
ان حديثنا أهل البيت صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان.
فقمت من فورتي، فأتيت عليا (عليه السلام) فقلت: يا أمير المؤمنين حديث أخبرني به الأصبغ بن نباتة عنك فقد ضقت به ذرعا، قال: وما هو؟ فأخبرته (5)، قال: فتبسم ثم قال: اجلس يا ميثم أو كل علم يحتمله عامل، ان الله تعالى قال للملائكة: اني جاعل في الأرض خليفة، قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال: اني أعلم ما لا تعلمون، فهل رأيت الملائكة احتملوا العلم؟
قال: قلت: هذه والله أعظم من ذلك، قال: والأخرى: ان موسى (عليه السلام) أنزل الله عز وجل عليه التوراة فظن أن لا أحد أعلم منه، فأخبره الله عز وجل ان في خلقي من هو أعلم منك وذاك إذ خاف على نبيه العجب، قال فدعا ربه ان يرشده إلى العالم، قال: فجمع الله بينه وبين الخضر فخرق السفينة فلم يحتمل ذاك موسى، وقتل الغلام فلم يحتمله وأقام الجدار فلم يحتمله، وأما المؤمنون فان نبينا (صلى الله عليه وآله) أخذ يوم غدير خم بيدي فقال:
اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه (6)، فهل رأيت احتملوا ذلك إلا من عصمه الله منهم، فابشروا ثم أبشروا فان الله تعالى قد خصكم بما لم يخص به الملائكة