معقل العجلي القرميسني بشهرزور، قال: حدثنا محمد بن أبي الصهبان الباهلي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب (رحمه الله)، عن عكرمة مولى عبد الله بن عباس، عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) قال:
" عقم النساء أن يأتين بمثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ما كشفت (1) النساء ذيولهن عن مثله، لا والله ما رأيت فارسا محدثا يوزن به لرأيته يوما ونحن معه بصفين وعلى رأسه عمامة سوداء وكأن عينيه سراجا سليط تتوقدان من تحتهما يقف على شرذمة (2) يخطبهم، حتى انتهى إلى نفر أنا فيهم وطلعت خيل لمعاوية لعنه الله تدعى بالكتيبة الشهباء عشرة آلاف دارع على عشرة آلاف أشهب، فاقشعر الناس لها لما رأوها وانحاز بعضهم إلى بعض.
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): فيما النخع والخنع يا أهل العراق هل هي إلا أشخاص مائلة فيها قلوب طائرة لو مستها سيوف أهل الحق لرأيتموها كجراد بقيعة سفته الريح في يوم عاصف، ألا فاستشعروا الخشية وتجلببوا (3) السكينة وادرعوا الصبر وغضوا الأصوات وقلقوا الأسياف في الأغماد قبل السلة وانظروا الخزر واطعنوا الشزر وكافحوا بالضبا (4) وصلوا السيوف بالخطى والنبال بالرماح وعاودوا الكر واستحيوا من الفر، فإنه عار في الأعقاب ونار يوم الحساب فطيبوا عن أنفسكم نفسا وامشوا إلى الموت مشية سجحا فإنكم بعين الله عز وجل ومع أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليكم بهذا السرادق الأدلم والرواق المظلم واضربوا بثجة، فان الشيطان راقد في كسره ناقش حضينه مفترش ذراعيه قد قدم للوثبة يدا وأخر للنكوص رجلا فصمدا صمدا حتى ينجلي لكم عمود الحق وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ها أنا شاد فشدوا، بسم الله الرحمن الرحيم حم لا يبصرون.
ثم حمل عليهم أمير المؤمنين (5) صلى الله عليه وعلى ذريته الصلاة والسلام