التفاسير، فاطمة التي عناها القرآن المثال الأوحد لنساء رسول الله في آية المباهلة، فاطمة هذه تعترض، فاطمة هذه تهاجم دارها مهبط الوحي!، ولماذا؟
لاجبار زوجها الوصي وأخي رسول الله وأمير المؤمنين الذي نصبه الله ورسوله مولى للمسلمين يوم غدير خم وهنأه بها عمر وأبو بكر نفساهما يجبرانه على البيعة وأن يصلي وراء أبي بكر ويهددونه بإحراق داره وفي مقدمتهم عمر بن الخطاب فيقال له ان في الدار فاطمة فيقول: " وأن ".
وفاطمة هذه عندما يبلغ بها الأسى والألم أقصاه ترفع رأسها للسماء وتتوجه إلى قبر أبيها باكية متضرعة ويتبعها علي وهو الآخر يقول: " يا بن أم - يخاطب رسول الله - إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " وهي كلمة قالها هارون لموسى حينما أغواهم السامري، ولم يكن خافيا على القوم قوة بطش علي وبني هاشم وأنصارهم ربما كانوا أقوى سهم بيد أنهم يعلمون ان قيامهم خطر على الاسلام، وأن قيام علي ضدهم يولد خطرا داهما ربما أدى إلى محو الاسلام، يعلمون كل ذلك ويدرون أن عليا أحرص الناس بعد رسول الله على بقاء كلمة الاسلام، وانهم سوف لا يناهضهم بالقوة لهذا وهم يعلمون من وراء ذلك وصية رسول الله له بالتحفظ وعدم إثارة معارضة وخصام يؤدي إلى انشقاق المسلمين مهما أدى ذلك لظلمه وظلم ابنته وأولاده وبني هاشم، مهما كان ذلك ومهما جاروا عليه فكلمة الاسلام لا تمحى بتاتا، فكانت هذه الوصية وذلك العلم منه قد أديا لصبره ومن جهة ثانية علم أبي بكر بذلك وعمر أعطاهما كل السعة لاجراء مقاصدهما حتى استعادا ملك فدك الذي وهبه رسول الله لابنته فاطمة في زمن حياته. استعاده أبو بكر وقال وهو المدعي وهو الحاكم والشاهد: إني سمعت رسول الله يقول: " نحن معاشر الأنبياء لا نورث "، ولم يقبل شهودها وأدلتها القاطعة، ولم يؤثر على القوم خطبتها البليغة المصقعة التي أظهرت فيها بلاغة أبيها وقوة حجتها عليهم، وبعد ظهيرة يوم من الأيام حينما أعياها الامر توجهت