من بعده، وهو حامل لواء الحكمة والمنطق والعقل الذي هدى هذه الأمة وهو خاتم النبيين.
وما تفرقهم الا لتركهم وصيته في الثقل الثاني واتباع من لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يدلهم على طريق الرشاد، فكان ما كان، وان وصلوا هذا الحد الذي بلغوه فما هو الا بفضل القرآن والتعاليم الثابتة، وما كان قصد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الا ان يقود هذه الأمة أعلمهم واتقاهم وأزهدهم وأشجعهم وأثبتهم على اتباع حدود الله ورسوله وأدراهم بتأويل آياته، وأبعدهم نظرا وأدقهم في حاضر الاسلام ومستقبله، ولكن اغتصبوها، والمسلمون في عهد لما يتأصل الدين في نفوسهم بعد، وأعداؤه من مشركين ومنافقين وأهل الكتاب المتربصين بالمرصاد في أي نزاع قد يقضي على الاسلام من اصله وما كان من يطلب الاصلاح الا بالصبر ورعاية الاصلاح كما جاء في الخطبة الشقشقية. وكما جاء في خطبة الزهراء التي سندرجها في هذا الكتاب.
النفاق واخفاء الحقيقة ومهما تكن عند امرئ من خليقة * وان خالها تخفى على الناس تعلم (ومثلها: ما في الجنان يظهر على صفحات اللسان). هذه وان عنى بها الافراد في سلوكهم، فكثير من الافراد يحاولون اخفاء مكنوناتهم فيتظاهرون بصفات ويخبئون صفات ومزايا أخرى والغالب يتظاهرون بالصفات الفاضلة والمزايا الجميلة، من كرم وشجاعة، ومعروف، وصدق واخلاص وتقوى وصلاح ويحرصون على اخفاء ما يخبئونه من الرذائل، من بخل وجبن وكذب ونفاق وفسق وفجور وفساد، ولكن هيهات فهي تظهر في أقوالهم وأفعالهم وسلوكهم وأعمالهم، وهذا الخلق قد ينتقل من الفرد إلى الجماعة، وهم يدرجون منهجا