قام رسول الله قبل مرض موته بتجهيز حملة بامارة أسامة بن زيد بن حارثة وكان أسامة هذا شابا دون العشرين وجهز الجيش وفيه أهم الصحابة من المهاجرين والأنصار بينهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وطلحة والزبير وغيرهم فعز عليهم ان يؤمروا بقيادة شاب في هذا السن فكانت ولولة ولم يجسر أحد على التحدث في هذا مع رسول الله على أن الجميع قل من كان منهم قائدا لفرقة أو أميرا لجيش وفي هذا الحين كان علي بن أبي طالب معه في المدينة ولم يكن في الجيش إذ لم يتفق ولا مرة ان كان علي مأمورا تحت سلطة غير رسول الله نفسه، بل كان في أي حملة ليس فيها رسول الله، هو فيها، هو قائدها، نعم وفي هذه المرة أدلى أبو بكر برأي الصحابة واعتراضهم كباقي المرات دون أن يبدي رأيه فأغاظ ذلك رسول الله ورقى المنبر بعد أن دعاهم وجمعهم وخطب عليهم وقال:
" لقد اعترضتم علي في مواقع أخرى ظهر فيها غلطكم وسوء اعتراضكم وما كان لكم حق الاعتراض على الله ورسوله وفي هذه المرة أيضا فالحق ما أمرت به وهو اصلح للأمة الاسلامية ولا يجوز تغيير ذلك "، وظهرت نتيجة قوله وصحة نظرته حينما قاد أسامة الحملة وعاد ظافرا مؤيدا، نعم رغم ما أدلى به رسول الله فقد تخلف بضعة افراد من الصحابة والذين هم على نفس الرأي منهم: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وخصوصا حينما وجدوا رسول الله مريضا وعسى ان يكون هذا مرض موته الذي أخبر عنه بأنه دعي ويجيب، وكيف يتركون المدينة على هذا