حديث الكساء فقد نقل عن أم المؤمنين أم سلمة أنها قالت، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في بيتي فأتت فاطمة بضعته له بظرف فيه حريرة وكان جالسا في صفة وهو مقر نومه وإلى قدميه وكنت أنا أصلي في الحجرة فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة اذهبي وائتيني بزوجك وأولادك معك، وما هي إلا هنيهة حتى جاءت مع علي والحسنين (عليهما السلام) وبدأوا يأكلون الحريرة. في تلك الحال نزل جبرائيل وقرأ هذه الآية عليه (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) آنذاك جر رسول الله الكساء عليهم جميعا وقال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت أم سلمة فأدخلت رأسي داخل الكساء وقلت أنا معكم يا رسول الله؟
فقال: إنك على خير وقصد أنها مع كونها ليست من أهل البيت فهي على خير.
ولقد أراد أبو بكر بغصبه فدكا أن يبعد عنهم كل صديق وحميم ومن كانوا يتصدقون عليهم من خيرات فدك ويلهيهم بفقرهم وفاقتهم عن الدخول في المطالبة بحقهم المغصوب ولم يكن عمله هذا فحسب، بل قام بأعمال لا تعد ولا تحصى من الجور والظلم وسلب حقهم الذي فرضه الله لهم، ومن ذلك منعه الخمس عن العترة الطاهرة الذي جعله الله فرضا من فروض الدين لهم.
منعه الخمس عن آل البيت وجاء بعد غصب منصب الخلافة وسلب فدك من عترة رسول الله ومضايقتهم أن سلبوهم حقهم الشرعي الذي فرضه لهم القرآن بعد أن حرم عليهم الزكاة والصدقات، وقد أقر ذلك وتأكد بإجماع جمهور الأمة كما جاء في الآية 42 من سورة الأنفال (واعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي