ذلك. الأول في العالم الجسمي والثاني في العالم الاجتماعي، وما أكثر الشواهد الطبية والاجتماعية والعلمية حتى لتجد تدهور بل قل موت جسم لوضع فاسد في أحد أعضائه، ومثله من الناحية الاجتماعية تدهور مجتمع وانهياره على اثر وضع عضو في غير محله، وهذا الفساد والتدهور يعود لدرجة أهمية مركز هذا العضو في الجسمين سيان الانساني أو المجتمع البشري.
أليست هذه مقارنة صحيحة ومستدلة؟ ألسنا نعترف بها؟ وحيث إن الإصلاح في الجسم الانساني إذا ترك للطبيعة عنيت باصلاحه بشتى الطرق فما يجب دراسته واكتساب درس طبيعي للمجتمع الانساني درسا قويا متينا عمليا لا يمكننا إلا الاعتراف بسداده وضرورة تطبيقه.
أهمية أجهزة البدن ربما إذا فقدت كلية في البدن عشنا بكلية واحدة أو عين واحدة وتحملنا هذا الفقدان. ولكن فقدان القلب سيقضي على الحياة وأعظم منه المخ والمخيخ أو مراكز خاصة منها. فما هي المراكز المشابهة للقلب والمخ والمخيخ في جسم المجتمع البشري؟ ليس هناك قضاء بالشكل الأكمل في جسم المجتمع البشري كما هو في البدن الانساني إلا إذا اعتبرنا القوى المعنوية، والاجتماعية، أو تدهور الدولة واضمحلالها، أو القضاء على العلوم والفنون في الدولة بما فيها العلماء والحكماء والأدباء وأمثال ذلك.
وان القضاء على أي طبقة معناه القضاء على طبقة مشابهة في الجسم الانساني. فالقضاء على القلب في الجسم الانساني يناسبه القضاء على مجموعة من أجهزة المجتمع الانساني وضرورياته كمراكز المواصلات والمؤن ومصادر