فمن هي قريش؟ وهل أرادت قريش التوحيد والنبوة والإسلام؟ وهل هديت اليه إلا قسرا، لقد كان عمله عمل السامري في قوم موسى، وقد أراد ما أرادت قريش في جاهليتها وعمل بذلك وأعادها لخصوم الاسلام بل والد خصومهم آل أمية.
وهل كان عمر إلا لسان حال جماعة من الصحابة الذين على رأسهم أبو بكر من الرجال وعائشة من النساء وكل قصدهم سلب الامارة مهما كلف الامر حتى لو وقعت الفتنة وحتى لو أعادوها جاهلية. ولم يخف على رسول الله ذلك خصوصا عندما تكلمت النساء من وراء الحجاب وقلن الم تسمعوا رسول الله يطلب قلما وقرطاسا؟ فأجابهن عمر لسان حال الجماعة: انكن صويحبات يوسف تؤذين رسول الله في حياته وتذرفن الدموع عند مماته فأجاب رسول الله انهن خير منكم (1).
انظر إلى معنى هذه الكلمة في موسوعتنا وما تحويه من معان وماذا عنى بها وماذا دلت وهل دلت إلا على عقل سليم ورأي صائب طعن بمن خالفه. الظاهر عمر وأصحابه والباطن أبو بكر وزمرته التي يقودها فقال كلمته الأخيرة:
" اتركوني "، وطردهم من مجلسه. فخرجوا وقد حالوا دون كتابة العهد وقد كان بامكانه كتابته بعد ذهابهم ولكن الذي يجسر امام رسول الله أحرى به ان يكذب العهد أو يطعن برسول الله وأقواله، حتى تقوم فتنة جاهلية تهدم ما بناه الاسلام.
ولم يكن أبو بكر ساكتا. وسعيد من اكتفى بغيره فعمر وأبو عبيدة وغيرهما من الرجال، وعائشة وحفصة من النساء يدبرون الامر وليلة الوفاة تلقي عائشة الخصام بين الأوس والخزرج بقولها للخزرج: ان الأوس يجهزون لانتخاب خليفة منهم. وللأوس نفس الشئ فتتركهم ضد بعضهم وتترك العيون عليهم وفي الصباح