وعرض الغير والاعتداء على مشاعر الناس، وعقائدهم وسلوكهم وعاداتهم وكل ما هو في ضررهم، فهو ظلم. وقد يمتد الظلم من لحظات إلى ساعات إلى سنين وأحقاب جيلا بعد جيل كما نرى مؤسسي العقائد والمسالك والمذاهب وذوي العادات السيئة مما يفسد أجسامهم أو يسمم عقولهم وأفكارهم ويبعدهم عن الحقيقة والواقع ويشتتهم ويمزقهم بالعداوة والبغضاء، ويحيد بهم عن الصراط السوي فهو ظالم وإذا كان في هذه الاعمال ما يخالف أوامر ونواهي الاسلام فهو ظالم وفاسق وإذا كان عمله على أساس عدم عقيدته بالدين، فهو كافر وفاسق.
الجزاء وبعد كل هذا فالجزاء للظالم يختلف بالنسبة لنوع عمله وتعدد جرمه، ظلم نفسه ظلما خفيفا أو عظيما، أو ظلم غيره ظلما على النفس أو المال أو العرض، لفرد أو جماعة، وهل هذا الظلم مؤقت فحسب، أو يوما، أو شهرا، أو سنة أو سنين أو جيلا فجيلا، يتوارثه الأبناء عن الآباء، نعم هذا الظلم يختلف من هذه الجهة كما يختلف من جهة نفس الظالم ودرجة فكرته وعقله وعقيدته واصراره قال تعالى:
(وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا) (1) وقال أيضا: (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم) (2) وقال تعالى: (ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) (3).