العمل والامر بيد أبي بكر، حتى إذا حانت خلافته طرد خالدا شر طردة ونحاه عن حكمه.
ومن سياسة أبي بكر انه جرد بني هاشم من كل صفاتهم ولم يترك بيدهم ولا امارة، وعزلهم عن أي سلطة وحكم في الدولة، وهكذا عمل مع كل من أوحت له نفسه يوما معاونتهم أو القول بوصاية علي، ومن جهة أخرى قوى ألد أعدائهم وخصومهم مثل خالد وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومروان بن الحكم وبني أمية وأمثالهم خصوم رسول الله والذين كانوا تحت رقابته التامة. والقى الرقابة التامة على علي وأولاده وبني هاشم وأنصارهم وأتباعهم من الأنصار والمهاجرين ومن استطاع جره إلى حضيرته والباقين القى عليهم النسيان والاهمال وقرب أولئك الذين أقعدوه على منصة الحكم وفي مقدمتهم عمر وأبو عبيدة بن الجراح وعثمان بن عفان فكان عمر وزيره الأول ومستشاره، وأبو عبيدة قائده الأعظم ومثله خالد بن الوليد وعثمان، كاتبه وامين سره، وابنته عائشة ذات السلطة والسيادة والمشورة في ملكه وهي ألد خصوم علي وفاطمة والحسن والحسين وبني هاشم. وهي التي أقامت حرب الجمل ضد علي رغم ما سمعت من رسول الله حين قال لها وهو يخاطب نساءه من التي تقاتل إمام زمانها وتنبحها كلاب الحوأب ثم توجه إليها وقال أرجو أن لا تكوني أنت يا حميراء. ولكن هكذا كان فقد نبحتها كلاب الحوأب وعرفتها عائشة ومع ذلك سارت وحاربت وسببت تلك المجزرة التي ذهب ضحيتها طلحة والزبير وخيرة الصحابة وما يقارب أربعين الف قتيل. وهي التي قالت حينما سمعت بقتل عثمان وهي التي البت على قتله بقولها: اقتلوا نعثلا قتله الله، نعم عندما سمعت بقتل عثمان وتولية علي الخلافة من بعده وهي أعلم الناس بفضله ووصايته وعلمه وتقواه وحب رسول الله له. ما أن سمعت ذلك إلا وقالت بدون أن تدرك أثر ذلك عليها: " ليت السماء انطبقت على الأرض " ثم أردفت ان عثمان قتل مظلوما. ولم يكن علي رجل مداهنة وخداع