الباكر يتوعد عمر كل من يقول: رسول الله قد مات فإنه ذهب إلى ربه كذهاب موسى وسوف يعود.
كل ذلك حتى تتهيأ الفرصة السانحة للأنصار واجتماعهم ومن وراء ذلك المغيرة بن شعبة من المناصرين والهادين والمراقبين، ولما علموا باجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة وقد ألقيت بين الأوس والخزرج العصبية القبلية، داهمهم عمر وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح وهم يريدون انتخاب سعد وما أعطاهم فرصة الحوار والجدل إلا ومد يده بعد هنيهة لأبي بكر وبايعه بالخلافة وبعده أبو عبيدة بن الجراح ومن الداخل يؤيدهم أكثر الأوس الذين تابعوا عمر وأبا عبيدة وقسم من الخزرج ومن الخارج كانت عائشة ترسل بمن بقي من أنصار أبيها لتأييدهم وكاد سعد وهو مريض ان يسحق تحت الأرجل حينما أراد جماعة التقرب بالبيعة لابي بكر حينما وجدوا انقضاء الامر، يتنفس أبو بكر الصعداء ويصعد منبر رسول الله ويخطب ويقول: من كان يعبد محمدا فأن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت، وبعدها يمجد بالمهاجرين بأنهم اقدم من الأنصار وأهل وأقارب رسول الله فهم الأمراء والأنصار الذين تابعوهم، الوزراء، وقد نسي - إذا صح ذلك، كما قال علي بن أبي طالب حينما بلغه أمر الخطبة - انه ذكر الشجرة ونسي الثمرة، أي إذا كان تقربه من رسول الله هو الذي يستحق به الامارة فما قوله بأهل بيت رسول الله ووصيه وأخيه وابن عمه وبني هاشم. ولم يحضروا السقيفة وكان بامكان علي ان ينهض ببني هاشم ومن يناصرهم ولكن هل يعمل ذلك والدين لما يكتمل والإسلام لما يتقوم والشرك والمنافقون بالمرصاد لمحو آخر آثار الاسلام، ولكنه أرادها باللين واستمالة الطامحين واتباعهم فجاءت الزهراء بنت رسول الله وبضعته التي قال فيها " رضاء فاطمة رضاي من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله "، فاطمة المعصومة التي طهرها القرآن وزوجها وأباها وابنيها الحسن والحسين في آية التطهير، ومن شك فليراجع