ما أعظمها رزية كلمة تخرج من فم رجل ينصبونه خليفة لرسول الله فيقتل ذرية رسول الله في سنة ويستبيح مدينة رسول الله قتلا وهتكا وتخريبا في سنة، ويقصف كعبة المسلمين في أخرى! على من تقع تبعة كل هذا؟ ومن أسند هذا المسند لهم؟ ومن هيأ لهم هذه المناصب؟ على من تقع تبعة هذه الأوزار وما لحق بها من ذلك العهد إلى هذا العهد؟ ورب سائل يسأل: وما قولك ببني العباس وهم أولاد عم رسول الله وعلي، فأقول: هم الآخرون غلبت عليهم الدنيا، ورغم علمهم بأحقية آل علي فقد اثبتوا ما كان على ما كان من ظلم أولاد عمهم حفظا لملكهم وهل يمكن ذلك من الاعتراف بأحقية آل الرسول وإعادة الملك والخلافة لهم ويدلك على تلك المظالم التي أقاموها ضد آل الرسول وقد صورها الشاعر بقوله:
تالله ما فعلت علوج بني أمية * معشار ما فعلت بنو العباس ولقد اعترف الرشيد امام ابنه المأمون بأحقية آل علي للخلافة وحينما قال له المأمون: فلماذا لا تعيد الملك لهم؟ قال له: " يا بني الملك عقيم ولو خاصمتني أنت فيه لقلعت عينيك ". كما نصب المأمون عليا الرضا ولي عهد بعده. ولكنه سمه بعدها فكانت جريمة سياسية.