القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منهما (1) وينبغي أن نذكر في هذا الموضع ملخص ما ذكره الشيخ أبو عثمان الجاحظ في كتابه المعروف بكتاب " العثمانية " في تفضيل اسلام أبي بكر على اسلام علي (عليه السلام)، لان هذا الموضع يقتضيه، لقوله (عليه السلام) حكاية عن قريش لما صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وهل يصدقك في امرك إلا مثل هذا! لأنهم استصغروا سنه، فاستحقروا امر محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث لم يصدقه في دعواه الا غلام صغير السن، وشبهة العثمانية التي قررها الجاحظ من هذه الشبهة نشأت، ومن هذه الكلمة تفرعت، لأن خلاصتها أن أبا بكر أسلم وهو ابن أربعين سنة، وعلي أسلم ولم يبلغ الحلم، فكان إسلام أبي بكر أفضل.
ثم نذكر ما اعترض به شيخنا أبو جعفر الإسكافي على الجاحظ في كتابه المعروف ب " نقض العثمانية " ويتشعب الكلام بينهما حتى يخرج عن البحث في الاسلاميين إلى البحث في أفضلية الرجلين وخصائصهما، فان ذلك لا يخلو عن فائدة جليلة، ونكتة لطيفة، لا يليق ان يخلو كتابنا هذا عنها، ولان كلامهما بالرسائل والخطابة أشبه، وفي الكتابة أقصد وأدخل، وكتابنا هذا موضوع لذكر ذلك وأمثاله.
قال أبو عثمان: قالت العثمانية: أفضل الأمة وأولاها بالإمامة أبو بكر بن أبي قحافة لإسلامه على الوجه الذي لم يسلم عليه أحد في عصره وذلك أن الناس