من المسلمين وهو الذي حبس الصحابة في المدينة ولم يجز لهم الخروج وهو الذي كان إذا عجز عن جواب من يسأله عن شئ من أمور الشريعة يهوي عليه بدرته حتى لا يجسر آخر، وهو الذي خالف النصوص القرآنية والسنن النبوية صراحة، ويعلم كما يأتي ذكر ذلك (1) وهو الذي اجتهد دون علم وكان الناس أصلح منه حتى النساء، وكلمته المشهورة: " كل الناس أفقه منك يا عمر " وهو الذي وقع في مشاكل كثيرة واضطر من أجل حلها لعلي، ولطالما قال: " لولا علي لهلك عمر "، وهو الذي اعترف بشدة عدل علي وحرصه على الاسلام، حتى قال: " لو وليها الأصلع - أي لو ولي الخلافة علي - لأقامكم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم "، فما هذا التناقض؟ لماذا جلس مجلس الخلافة؟ ولو قلنا غريزة حب الذات هي التي دعته لذلك، لكان الجواب: إذا لماذا أدلى بها لآل معيط وآل أمية بعد وفاته؟ ولماذا حكمه يختلف في العرب والعجم؟ وكان يكن للعجم البغض حتى قال: ما حن عجمي على عربي، ولم يكن هذا في الاسلام ولم يفرق الاسلام بين أحد وربما القى القرآن التبعة على العرب أكثر من غيرهم فقال:
(الاعراب أشد كفرا ونفاقا) وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله، لان أكثرهم كانوا مشركين وجهلة، فيهم النعرات القومية والتعصبات الجاهلية على رأسهم آل بني أمية ألد أعداء الاسلام قبل دخولهم الاسلام وبعده فيوليهم بها وواليه معاوية هو القائل مخاطبا لزوجته:
إذا مت يا أم الحميراء فانكحي * فليس لنا بعد الممات تلاقيا وقول يزيد ابنه الخليفة الأموي الثالث:
لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل