وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوما: لن يبسط أحد منكم ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه، ثم يجمعه إلى صدره، فينسى من مقالتي شيئا أبدا، فبسطت نمرة ليس على ثوب غيرها حتى قضى النبي صلى الله عليه وسلم مقالته، ثم جمعتها إلى صدري، فوالذي بعثه بالحق ما نسيت من مقالته تلك إلى يومي هذا، والله لولا آتيان في كتاب الله ما حدثتكم شيئا أبدا (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى) إلى قوله: (الرحيم).
وخرج البخاري (1) والنسائي من حديث مالك عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: إن الناس يقولون: أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم يتلون (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى)، إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشبع بطنه، ويحضر ما لا يحضرون، ويحفظ ما لا يحفظون.
وقال النسائي: ويقول على أثر الآيتين إن إخواننا من الأنصار... الحديث، وقال فيه: فيحضر ما لا يحضرون، ذكره البخاري في كتاب العلم (2).