ومعلوم أن هذه الدعوة المستجابة، ولم [يقل:] كل بني هاشم ولا بني المطلب، لأنه كان فيهم الأغنياء وأصحاب الجدة، وأما ذريته (صلى الله عليه وسلم) وأزواجه وكان رزقهم قوتا، وما حصل من الأموال لأزواجه من بعده كن يتصدقن به، ويجعلن رزقهن قوتا، فقد جاء عائشة مال عظيم فقسمته كله في الحال وهي جالسة، فقالت لها الجارية لو تركت لنا منه درهما نشتري به لحما؟ فقالت: لو ذكرتيني فعلت.
ومما في الصحيحين عن عائشة قالت: ما شبع آل محمد من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام حتى قبض (1). ثانيه: قالوا: ومعلوم أن العباس وأولاده وبني المطلب لم يدخلوا في لفظ عائشة ولا مرادها، قالوا: إنما دخلت الأزواج في الآل وخصوصا أزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) تشبيها بالنسب، لأن اتصاله بهن (صلى الله عليه وسلم) غير مرتفع، فإنهن محرمات على غيره من بعده، وهن زوجاته في الآخرة.