إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٥ - الصفحة ٢٥١
وخرجه أبو نعيم من حديث أبي بكر بن عياش عن الأجلح عن الذيال بن حرملة. عن ابن عباس رضي الله عنه قال: جاء قوم إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالوا: إن بعيرا لنا قطن في حائط لنا قد غلبنا، فجاء إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: تعالى، فجاء مطأطئا رأسه حتى خطمه النبي (صلى الله عليه وسلم) وأعطاه أصحابه، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله! كأنه علم أنك نبي، فقال ما بين لابتيها أحد إلا يعلم أني نبي، إلا كفرة الجن والإنس (1). قال: كذا في كتاب (الذيال) عن ابن عباس، والحديث مشهور بالذيال عن جابر (2).
وخرج من حديث أبي بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن موسى، أخبرنا (3) إسماعيل بن عبد الملك، عن أبي الزبير عن جابر قال: خرجت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سفر، ثم سرنا ورسول الله بيننا كأنما على رؤوسنا الطير تظلنا، فإذا جمل ناد (4)، حتى إذا كان بين السماطين (5) خر ساجدا فجلس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليه ثم قال [على الناس] (6): من صاحب هذا الجمل؟ فإذا فتية من الأنصار فقالوا: هو لنا يا رسول الله، قال: فما شأنه؟ قالوا: أسنينا (7) عليه منذ عشرين سنة فكانت به شحيمة (8)، فأردنا أن ننحره فيقسم (9) بين غلماننا فانفلت عنا، قال: تبيعونيه؟ قالوا: لا، بل هو لك يا رسول الله، قال: أما لا، فأحسنوا

(١) (دلائل أبي نعيم): ٢ / ٣٨٠ - ٣٨١، حديث رقم (٢٧٩)، (مسند أحمد): ٤ / ٢٤٨، حديث رقم (١٣٩٢٣)، لكن بسياقة أخرى قريبة، وهي رواية جابر بن عبد الله، (البداية والنهاية): 6 / 150، برواية ابن عباس وقال: هذا من هذا الوجه عن ابن عباس غريب جدا، والأشبه رواية الإمام أحمد عن جابر، إلا أن يكون الأجلح قد رواه عن الذيال عن جابر، (دلائل البيهقي): 6 / 30، باب ذكر البعير الذي سجد للنبي (صلى الله عليه وسلم)، وأطاع أهله بعد ما امتنع عليهم ببركته، وذكر رواية ابن عباس.
(2) أنظر تعليق رقم (1). وقطن: أقام.
(3) في (دلائل أبي نعيم): " حدثنا ".
(4) ند البعير: نفر وذهب شاردا.
(5) السماط: الصف.
(6) زيادة للسياق من (أبي نعيم).
(7) (في أبي نعيم): " أسنيناه "، أي هو عندنا نستقي عليه منذ عشرين سنة.
(8) الشحيمة: السمنة.
(9) في (أبي نعيم): " فنقسمه ".
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست