صوتا في جوف الليل راعني، فوثبت إلى [ضمار] (1) مستغيثا، فإذا بالصوت من جوفه وهو يقول:
قل للقبيلة من سليم كلها * هلك الأنيس وعاش أهل المسجد أودي [ضمار] (1) وكان يعبد مدة * قبل الكتاب إلى النبي محمد إن الذي ورث النبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتدي فكتمته الناس، فلما رجع الناس من الأحزاب بينا أنا في إبلي بطرف العقيق من ذات عرق راقد، سمعت صوتا فإذا برجل على جناحي نعامة وهو يقول: النور الذي وقع [ليلة الاثنين و] (2) ليلة الثلاثاء، مع صاحب الناقة العضباء، في ديار إخوان بني العنقاء.
فأجابه هاتف عن شماله وهو يقول: بشر الجن وإبلاسها، إن وضعت المطي أحلاسها، وكلأت السماء أحراسها، [قال:] (2) فوثبت مذعورا وعلمت أن محمد مرسل.
فركبت فرسي وسرت حتى انتهيت إليه فبايعته، ثم انصرفت إلى [ضمار] (1) فأحرقته بالنار، ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [فأنشدته شعرا أقول فيه] (3):