فغرس عليها النخل وصارت رهاطا كلها تشرب منه وسماها الناس ماء الرسول، وأهل رهاط يغتسلون منها ويستشفون بها، وغدا راشد على (1) سواع وكسره (2).
وله من حديث إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمر والشيباني (3) عن عبد الله بن الديلمي قال: أتى رجل عبد الله بن عباس (4) رضي الله تعالى عنه فقال: بلغت أنك تذكر سطيحا [و] (5) تزعم أن الله خلقه [و] (5) لم يخلق من ولد آدم شيئا يشبهه؟ قال: نعم، إن الله خلق سطيحا الغساني لحما على وضم - والوضم: شرائح النخل (6) - وكان يحمل على وضمه فيؤتي به حيث يشاء، ولم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمة والكفان، وكان يطوى من رجليه إلى ترقوته كما يطوى الثوب، فلم يكن فيه شئ يتحرك إلا لسانه.
فلما أراد الخروج إلى مكة حمل على وضمه، فأتى به مكة، فخرج إليه أربعة من قريش: عبد شمس وهاشم ابنا عبد مناف بن قصي، والأحوص بن فهر، وعقيل ابن أبي وقاص، انتموا إلى غير نسبهم [فقالوا] (7): نحن أناس من جمح، أتيناك [وقد] (8) بلغنا قدومك، فرأينا أن [إتياننا] (9) إياك حق لك، واجب علينا