وخرج الأئمة أيضا من طريق عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما نزلت [وأنذر عشيرتك الأقربين] (1)، نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قريش بطنا بطنا، فقال: أرأيتم لو قلت لكم إن خيلا تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ نعم، ما جربنا عليك من كذب قط، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا؟
تبا لك سائر اليوم، فأنزل الله: [تبت يدا أبي لهب وتب] (2).
ولأبي نعيم وغيره من حديث إسرائيل (3) عن أبي إسحاق عن عمير وابن ميمون، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: انطلق سعد بن معاذ معتمرا، فنزل على [أبي صوان] (4) أمية بن خلف - وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد - فقال أمية لسعد: انتظر حتى [إذا] (4) انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت.
فبينا سعد يطوف بالكعبة آمنا، أتاه أبو جهل - خزاه الله تعالى - فقال: من هذا الذي يطوف بالبيت آمنا؟ فقال سعد: أنا سعد، فقال أبو جهل: تطوف بالبيت آمنا وقد آويتم محمدا وأصحابه؟ فكان بينهما، حتى قال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي.
فقال له سعد: والله لئن منعتني أن أطواف بالبيت لأقطعن عليك متجرك إلى الشام، فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم، يسكنه، فغضب سعد وقال: دعني عنك، فإني سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك، قال: إياي؟
قال: نعم، قال: والله ما يكذب محمد.